عدد نغمات السلم الموسيقي

عدد نغمات السلم الموسيقي: دراسة موسيقية متعمقة

تعتبر النغمات الموسيقية أساس البناء الموسيقي في مختلف أنماط الفنون الصوتية حول العالم. أحد العناصر الأساسية في فهم الموسيقى هو التعرف على السلم الموسيقي، الذي يمثل ترتيبًا معينًا للنغمات وفقًا لمقاييس محددة تنظم الأصوات. يمكن أن يتنوع السلم الموسيقي بحسب الثقافة الموسيقية، مثل السلالم الشرقية والغربية وغيرها. إلا أن السلم الموسيقي الأكثر شيوعًا في معظم الموسيقى الغربية هو السلم الذي يتكون من سبع نغمات رئيسية، يعقبها تكرار للنغمات مع اختلافات طفيفة. من خلال هذا المقال، سنتناول عدد نغمات السلم الموسيقي، أنواع السلالم، والخصائص الصوتية والهرمية لهذه النغمات.

1. ما هو السلم الموسيقي؟

السلم الموسيقي هو مجموعة من النغمات المرتبطة ببعضها البعض بطريقة منظمة ووفقًا لقواعد محددة تشكل الأساس الذي يُبنى عليه اللحن الموسيقي. في الغالب، يتكون السلم الموسيقي من مجموعة من النغمات التي تكون المسافات الصوتية بينها منتظمة. هذه النغمات يمكن أن تكون مختلفة في درجاتها الصوتية وتعتمد على الترددات المولدة في الآلات الموسيقية.

الترتيب الشائع للنغمات في السلم الموسيقي يتراوح بين النغمات الأساسية (وهي نغمات السلم) والنغمات المتناغمة التي تدعم الهيكل العام للسلم. أشهر السلالم المستخدمة في الموسيقى الغربية هي السلم الماجور (المزاج الإيجابي)، والسلم المينور (المزاج الحزين)، وسلالم أخرى تتبع نفس النظام.

2. عدد النغمات في السلم الموسيقي:

يتكون السلم الموسيقي التقليدي من سبع نغمات رئيسية. هذه النغمات تتوزع في ترتيب معين يحدد طبيعة السلم. تبدأ النغمات من درجة “دو” (C)، وتستمر في الارتفاع حتى يتم الوصول إلى الدرجة السابعة، ثم تتكرر النغمات من جديد ولكن مع ترددات أعلى. تُسمى النغمات في السلم الموسيقي بـ:

• دو (C)

• ري (D)

• مي (E)

• فا (F)

• صول (G)

• لا (A)

• سي (B)

بذلك، يتكون السلم الموسيقي التقليدي من سبع نغمات رئيسية. وبعد النغمة الأخيرة (سي)، نعود إلى نغمة “دو” مرة أخرى، لكن هذه المرة تكون نغمة “دو” على درجة تردد أعلى، مما يتيح لنا الانتقال إلى النغمات المتكررة في السلم.

3. الأنواع المختلفة للسلالم الموسيقية:

هناك العديد من السلالم الموسيقية التي تختلف بحسب التوزيع الصوتي والنغمي بين النغمات المختلفة. أشهر السلالم في الموسيقى الغربية هي:

3.1 السلم الماجور (Major Scale):

يُعد السلم الماجور من أكثر السلالم شيوعًا واستخدامًا في الموسيقى الغربية. يتميز السلم الماجور ببنية تُظهر توازنًا إيجابيًا ونغمة مُشرقة. يتكون هذا السلم من سبع نغمات، وتوزع المسافات بين النغمات بنمط ثابت من نصف خطوة وكامل خطوة كالتالي:

• نصف خطوة بين النغمة الثالثة والرابعة

• كامل خطوة بين النغمة الثانية والثالثة، النغمة الرابعة والخامسة، والنغمة الخامسة والسادسة

• نصف خطوة بين النغمة السابعة والثامنة

هذا النمط من المسافات الصوتية هو الذي يجعل السلم الماجور مميزًا ويمده بتلك السمات المشرقة والمُفعمة بالأمل.

3.2 السلم المينور (Minor Scale):

السلم المينور هو عكس السلم الماجور من حيث المزاج، حيث يتميز بإحساس حزين أو أكثر درامية. يعتمد السلم المينور أيضًا على سبع نغمات، ولكن مع توزيع مختلف للمسافات الصوتية، حيث يمكن أن يظهر في أكثر من شكل، مثل المينور الطبيعي، المينور المُعدّل، والمينور الهارموني. يُظهر السلم المينور التالي توزيعًا للمسافات:

• كامل خطوة بين النغمة الأولى والثانية

• نصف خطوة بين النغمة الثانية والثالثة

• كامل خطوة بين النغمة الثالثة والرابعة

• كامل خطوة بين النغمة الرابعة والخامسة

• نصف خطوة بين النغمة الخامسة والسادسة

• كامل خطوة بين النغمة السادسة والسابعة

• كامل خطوة بين النغمة السابعة والثامنة

تُعطي هذه التوزيعات الصوتية للسلم المينور طابعًا حزينًا أو مؤثرًا، ما يجعله مثاليًا في التعبير عن مشاعر الوجع، الحزن، أو حتى الغموض.

3.3 السلالم الموسيقية الشرقية:

تختلف السلالم الموسيقية في الثقافات الشرقية عن السلالم الغربية في بعض النواحي، من حيث تقنيات التوزيع النغمي والمسافات الصوتية. في الموسيقى العربية، يُستخدم ما يُعرف بـ”الماطور” أو “الراست” كنوع من السلالم التي تحتوي على نغمات ودرجات غير موجودة في السلالم الغربية. واحدة من أهم الخصائص التي تميز السلالم الشرقية هي استخدام “التقسيمات الصوتية” الدقيقة بين النغمات.

3.4 سلالم أخرى:

بجانب السلالم الماجور والمينور، توجد العديد من السلالم الأخرى مثل السلم البلوز، والسلم الخماسي، والسلم الفولكلوري، وغيرها من السلالم التي تستخدم في الأنماط الموسيقية المختلفة.

4. العلاقة بين السلالم والنغمات:

يتم تحديد عدد النغمات في السلم الموسيقي وفقًا للمسافات الصوتية بين النغمات. يمكن أن تكون النغمات قريبة جدًا من بعضها البعض (مثل النغمة بين دو ودييز)، أو يمكن أن تكون المسافات أكبر (مثل النغمة بين دو ومي). تتكون النغمات المتتالية في السلم من خطوات صغيرة أو كبيرة، وهي التي تحدد سمات السلم. يتم استخدام هذه المسافات لبناء المقاطع الموسيقية وتشكيل الهارموني واللحن.

5. النغمات الحادة والغامقة:

العديد من السلالم الموسيقية تتضمن نغمات حادة أو غامقة، وهذه هي النغمات التي يتم رفعها أو تخفيضها بحيث تصبح أكثر حدة أو أغمق من النغمات الطبيعية. تسمى هذه النغمات بـ “العلامات الحادة” (مثل دييز) و”العلامات المسطحة” (مثل بيمول).

5.1 النغمات الحادة:

النغمة الحادة هي نغمة يتم رفع ترددها قليلاً، ويُشار إليها بالرمز “دييز” (♯). مثلًا، إذا كان لدينا نغمة “دو” وقمنا برفعها، تصبح “دو دييز”.

5.2 النغمات المسطحة:

النغمة المسطحة هي نغمة يتم تقليص ترددها قليلاً، ويُشار إليها بالرمز “بم” (♭). إذا كان لدينا نغمة “ري” وقمنا بتخفيض ترددها، تصبح “ري بم”.

6. استخدام السلالم الموسيقية في التأليف الموسيقي:

تُعتبر السلالم الموسيقية هي الأساس الذي يعتمد عليه الملحنون والموزعون في التأليف الموسيقي. تعتمد الأغاني على اختيار السلم الموسيقي الأنسب للمزاج أو الموضوع الذي يرغب المؤلف في التعبير عنه. السلم الماجور يُستخدم عادة في الأغاني المبهجة أو السعيدة، بينما السلم المينور يُستخدم في الأغاني الحزينة أو المأساوية.

7. الخاتمة:

في الختام، يعد فهم عدد نغمات السلم الموسيقي والتنوعات الصوتية داخل هذه السلالم أمرًا أساسيًا لفهم الموسيقى بشكل أعمق. من خلال دراسة السلالم الموسيقية، يمكننا التعرف على كيفية تأثير هذه النغمات على الإحساس العام للموسيقى وكيفية تفاعلها مع العناصر الأخرى مثل الإيقاع والتناغم.